الفهرس
في ظل التحديات الزراعية التي تواجهها الإمارات العربية المتحدة، تقف منطقة الفوعة جبلاً شامخاً أمام رياح التصحر والرمال المميتة للحياة الطبيعية، حيث تعتبر هذه القرية مركزاً مهماً يربط بين الحياة والأمل مثل زهرة بيضاء تنثر الرحيق حولها في وسط الجفاف. سنناقش في هذا جوهرة من جواهر السياحة الزراعية وهي منطقة الفوعة وما تحتويه من مميزات سياحية فاقت جميع التوقعات.
نبذة عن منطقة الفوعة
تعتبر هذه المنطقة مثالاً زراعياً يحتذى به في التراث والتقاليد الإماراتية العريقة، حيث نرى في أعينها المائية العديد من الآمال التي تبث الحياة في ثمار الأشجار المنتشرة حول أنحائها، مما يضفي لها ميزة ارتدائها ثوب الخضرة البهي في محاصيلها الزراعية المحلية، حيث تعتبر التمور المحاصيل الزراعية الأساسية التي تنتجها بأجود أنواعها مثل خلاص ودقة نور، بالإضافة إلى بعض المحاصيل الأخرى مثل الخضروات والقمح.
أين تقع منطقة الفوعة ؟

ترسخت الفوعة في أحد رحاب مدينة العين التابعة لإمارة أبو ظبي، إذ تعتبر من المناطق الحدودية مع سلطنة عمان والتي يحاوطها من الجهة الأخرى طريق دبي – العين E66، ومن الجدير بالذكر أن موقع هذه القرية استراتيجي حيث يحيط بشوارعها العديد من المناطق الحيوية الأخرى التي تكمن زوارها من سهولة وسلاسة التنقل.
المناطق والمعالم القريبة
استناداً لما ذكرنا سابقاً، تتوسط الفوعة منطقة العديد من المعالم المهمة والتي تضفي طابع المتعة في رحلة سياحية متكاملة في رحاب أبو ظبي وفي الأخص مدينة العين، مما يعني توفير بيئة سياحية تستهدف جميع الفئات العمرية والاجتماعية، فتصبح الفوعة مركز سياحي جذاب، مثال على هذه المناطق والمعالم:
- واحة العين
- مطار العين الدولي
- الهيلي
- القطارة
الأنشطة السياحية
على الرغم من أن الفوعة منطقة صغيرة في المساحة الجغرافية، إلا أنها تمتلك كوكبة واسعة من الأنشطة السياحية والفعاليات التي يمكن للزوار القيام بها وقضاء أجمل الأوقات في واحة الطبيعية الساحرة هذه، إليكم أهم هذه الأنشطة:
الجولات الزراعية

تفتح هذه الجولات رحلة امام التراث الإماراتي الأصيل في الزراعة حيث تعانق أشعة الشمس والوهج الحار أشجار النخيل العاتية، كما تعتبر فرصة ذهبية لمشاهدة المزارعين يقطفون ثمار مجهودهم طوال العام وارتباطهم الوثيق في هذه الأرض المباركة، علاوةً على العيون المائية والآبار التي تختبئ في أقطار القرية، إذ تُعد فرصة نادرة تشكل فيها القرية لوحة بيئية بمشاهدة قاطعة للأنفاس.
الأنشطة التراثية والثقافية
في هذه القرية تنطلق أهازيج العيّالة ورقصات الحربية في حفلات تراثية خلابة تعكس مدى التراث الإماراتي الأصيل الخاص في هذه البقعة الجغرافية العريقة، إضافةً إلى ألحان الطبول وإيقاعات الأيدي المتشابكة التي تنقلك إلى ساحات العز والشموخ، حيث يتجلى الفخر بالهوية الإماراتية، فضلاً عن جلسات السمر التي يتناول فيها القصص الشعبية والتراثية القديمة.
تجربة الأطعمة التراثية
بين أزقة وأروقة الأسواق تتواجد المطاعم الشعبية التي تحتفي بالأطباق التقليدية والشعبية، حيث تعتبر هذه الفرصة ملائمة للحظوظ بعاصفة قوية من النكهات اللذيذة القويّة لحاسة التذوق، فضلاً عن الاعتماد على هذه الأطباق لعقود والتي تُعد أكثر من كونها مجرد طعام، بل هي هوية وطنية متكاملة تعكس التجربة الحقيقة للتراث والتقاليد، ومن هذه الأطباق الهريس والثريد التي تحمل فيها طعم كرم الضيافة الإماراتية.
قيادة سيارات الدفع الرباعي

في تجربة مليئة بالحماس والإثارة داخل تلال الفوعة الشاهقة والكثبان الرملية، تشتعل نيران المنافسة والأدرينالين ضمن عشاق هذه الرياضة الخطرة، حيث تشكّل الطبيعة الجغرافية في هذه القرية ساحةً مناسبةً للقيادة بكل أريحية في سيارات الدفع الرباعي تحت وهج الشمس الحار والرمال المتناثرة من العجلات، وكل ما ازدادت حرارة المحركات تزداد الأجواء التنافسية مع الأصدقاء.
أفضل الأوقات لزيارة منطقة الفوعة
تحمل الفوعة في نسائمها الحرارة العالية في فصل الصيف نظراً لطبيعتها المائلة إلى الصحراوية، مما يعني أن الزيارة خلال هذا الفصل مستبعدة، وعلى غرار فصل الشتاء الذي يعتبر هو الأنسب، نظراً إلى ماهية الزيارة المعتمدة على الأنشطة الخارجية، أي أن الفترة من شهر نوفمبر إلى شهر مارس هي الأفضل وتتمتع بأجواء معتدلة.
أسئلة شائعة
كم تبعد منطقة الفوعة عن العين؟
تبعد الفوعة عن مدينة العين المجاورة لها مسافة 29 كم باستخدام طريق طحنون بن محمد آل نهيان.
هل يمكن زيارة مصنع الفوعة للتمور؟
نعم يمكن ذلك من خلال بعض الجولات التعريفية بالمصنع والمنسقة سابقاً مع الإدارة.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية موضوعنا عن منطقة الفوعة الشيقة في مزارعها وطبيعتها الجذابة، ومن الجدير بالذكر أن هذه المنطقة لا تعتبر فقط وجهة سياحية، بل هي كنز وطني بارز ومحتفظ بالهوية الوطنية والتراث الإماراتي الأصيل، حيث يمكن ملاحظة هذا في كثبان رمالها الذهبية و الواحات الخضراء الرائعة، كما تتشارك الفوعة في خصائصها العظيمة مع العديد من المناطق التي نتكلم عنها في مدونة ترحال الأصايل مثل القرية المدفونة بالشارقة، بالإضافة إلى وادي شوكة ومغامراته الحماسية.