الفهرس
شهد التاريخ قيام العديد من الحضارات العربية التي غيرت مجراه ولعب دوراً محورياً في صناعته على مر العصور، إذ تواترت هذه الحضارات لتصبح رمزاً للعراقة والثراء التاريخي، ومن أشهر هذه الحضارات العربية هي مملكة قيدار الغامضة، فما هي هذه المملكة التي جاء ذكرها في العديد من النصوص؟، وما هي تفاصيلها التي ظلت سراً على مر الأزمان؟، لنكتشف معاً ألغاز هذه الحضارة البائدة ونسدل الستار عن أعظم إنجازاتها، تابعوا معنا.
نبذة عن مملكة قيدار
في عمق التاريخ العربي، تظهر مملكة قيدار كأحد الكيانات البارزة في الحضارات العربية مثل حضارة مجان، حيث امتدت نفوذها حتى تُخوم بابل والشام وتأثرت وأثرت في الحضارات المجاورة، وهذا يُفسر ذكرهم في مقوش الملوك الآشوريين وسُجّل لبعض ملوكهم مواقف في ساحات الصراع والسياسة.

أما من ناحية أصول هذه الحضارة، فهي قبيلة يعود نسبها إلى قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم منذ القرن السابع قبل الميلاد، ومن ثم أصبحت اتحاداً قبلياً وصل إلى حكمٍ ذاتياً في مملكةٍ فترة، فضلاً عن المكانة التجارية الرفيعة التي حصلوا عليها في المنطقة عن طريق مشاركتهم في القوافل التي كانت تمر عبر شبه الجزيرة العربية، كما تميزوا ببعض الملوك النساء وهو ما يصعب إيجاده في الحضارات المجاورة لهم.
اين تقع مملكة قيدار ؟

تتموضع قيدار في قلب الشمال العربي، وتحديداً عن الحدود التي تتلاقى بها الصحراء بالحضارة في المنطقة الممتدة من شمال الحجاز إلى جنوب بلاد الشام، وقد دلت النقوش الآشورية على حضورهم القوي في مدن كبيرة مثل تيماء ودومة الجندل، مما يثبت أن هذه الحضارة كانت مستقرة في هذه الرقعة التي تُعد صلة وصل بين الجزيرة العربية وبلاد الرافدين.
علاوةً على ذكرها في النصوص الدينية مثل الكتاب المقدس، فقد رسم ملامحهم البدوية في الخيام والرعاة، مما يشير إلى انتشارهم في الصحراء الواسعة شمال الجزيرة، كما تؤكد بعض الدراسات الحديثة تمركزهم في هذه المنطقة، مع الترجيح بوصول نفوذهم إلى أطراف بلاد الشام وبابل، مما يجعلها واحدة من أبرز الممالك العربية التي شكّلت هوية الصحراء القديمة.
آثار قيدار
حتى الآن لا توجد آثار معمارية مؤكدة أو مدينة مكتشفة تُنسب بشكل قاطع إلى مملكة قيدار، مثل المباني أو المعابد والهياكل الضخمة التي تنقل وجودهم بها، وذلك يعود لعدة أسباب أهمها طبيعتهم البدوية كما ذكرنا سابقاً، إذ بحسب المصادر الآشورية والكتابية بأنهم كانوا قوما ًرحلاً يسكنون الخيام لا المدن الثابتة.
على الرغم من عدم وجود أدلة آثار معمارية واضحة، إلا أنه هنالك أدلة أثرية ونقوش تعزز من وجودهم، مثل النقوش الآشورية التي نقلت وجودهم في العراق وسوريا وذكرت ملوكهم مثل الملك “يطيء” وخاصةً في سجلات الحملات العسكرية التي قام بها ملوك آشور.

إضافةً إلى الآثار في تيماء ودومة الجندل مثل القلاع والنقوش والقطع الفخارية، حيث يُرجّح أنها تعود للقرن السابع والسادس قبل الميلاد، وهي الفترة التي كانت حضارة قيدار فيها في أوج قوتها، لكن لا يمكن الجزم بأنها تعود لهذه المملكة لأن هذه المناطق كانت مأهولة من قبل حضارات متعددة أيضاً.
أسئلة شائعة (FAQ)
إليكم أشهر الأسئلة الشائعة التي تكشف الغموض عن مملكة قيدار وتسدل الستار عن أسرارها:
من هم بنو قيدار؟
يُنسب بنو قيدار إلى قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وهو جد العرب العدنانيين الذين قطنوا شمال الحجاز وبلاد الشام.
من هو ملك قيدار؟
وردت العديد من أسماء ملوك قيدار عبر التاريخ والنقوش الأثرية والنصوص في الحضارات الأخرى، ولكن من أشهرهم هو الملك قينو الذي ورد اسمه في بعض الآثار والأواني المكتشفة في مصر.
ما هي خيام قيدار؟
على الرغم من عدم وجود آثار معمارية ثابتة تعود لأهل قيدار، إلا أن بعض النصوص الدينية مثل الإنجيل أشارت إلى خيامهم السوداء أو بأنها أصبحت سوداء بسبب دخان النار التي يستدفئون بها.
وهكذا، تبقى مملكة قيدار صفحة مبهرة في سجل الحضارات العربية القديمة التي طواها الغبار، لكنها لم تُمحَ من الذاكرة التي سجلتها مدونة ترحال الأصايل، حيث يمكنكم إيجاد عبق التاريخ العربي وأهم المواقع السياحية في سلطنة عُمان والإمارات التي تنقلكم إلى عُمق السياحة في جنوب شبه العربية وسحرها الخلاب.


