الفهرس
في قلب سلطنة عُمان تتألق محمية جبل سمحان كأحد أروع الكنوز الطبيعية، حيث يظهر الجمال البيئي في أبهى صوره وعلى أعلى القمم. وتنعكس فيها جهود حثيثة للحفاظ على ثرواتها وتعزيز الهوية الوطنية. فما هي محمية جبل سمحان؟ وما أهميتها في تنشيط السياحة العُمانية؟ رافقونا في جولة ممتعة بين ربوعها لاكتشاف سحرها الفريد.”
معلومات عن محمية جبل سمحان
منذ تاريخ إنشاء محمية جبل سمحان عام 1997م أصبحت رمزاً للهوية الوطنية والحفاظ على الحياة البرية ومن أهم المحميات الطبيعية في عُمان، حيث ضمت هذه المحمية سلسلة من الحيوانات البرية المهددة بالإنقراض وانقذتها من هذه الأزمة المحدقة، فضلاً عن احتوائها لأهم النباتات البرية التي تشكّل مسكناً طبيعياً وغطاءً نباتياً يسهم في تعزيز الصحة البيئية في المنطقة.
تتميز هذه المحمية بمساحتها الهائلة والتي تبلغ 4500 كم مربع، مما يضفي لها التنوع الجيولوجي إلى جانب البيولوجي، بسبب ضمها تركيبات طبيعية من الجبال والصحاري والسواحل، مما يجسد نموذجاً لتعدد التعايش البيئي ضمن نطاقها، إذ تجمع بين الثروة البحرية والجبلية، وحتى الصحراوية منها، إضافةً لاحتضانها أهم الحيوانات المفترسة في شبه الجزيرة العربية وهو النمر العربي.
اين تقع محمية جبل سمحان ؟
يأتي موقع محمية جبل سمحان في محافظة ظفار ضمن حدود جبل سمحان ذاته، إذ يتكون هذا الموقع من قمم جبلية يصل ارتفاعها إلى 4000 م فوق سطح، كما يتميز هذا الموقع بالقرب من تشكيلة كبيرة من الأماكن السياحية التي تثري تجربة الزوار من جميع الجهات، ومن أشهر الأمثلة بها:
- وادي دربات
- كهف شنهور
- وادي أذنجح
الحيوانات الموجودة في محمية جبل سمحان
تعتبر محمية جبل سمحان من أهم المواقع التي تحتوي حيوانات نادرة وفريدة من نوعها، وهذا تماماً ما يميزها عن غيرها من المحميات الأخرى في السلطنة، وتنقسم هذه الحيوانات إلى الآتي:
الحيوانات المفترسة
يشكل النمر العربي مصدر الاهتمام والجذب الأكبر في المحمية، وذلك لاعتباره من الأنواع المهددة بالأنقراض القليلة المتبقية، ويقدّر عدد أفرادها بحوالي 20 فرداً ضمن أسوار المحمية، بالإضافة إلى الوشق والضبع المخطط والذئب العربي، إذ تترأس هذه المفترسات هرم السلسلة الغذائية، مما يجعلها ذات تنوع بيولوجي تتفرد به عن غيرها من المحميات.
الفرائس والثدييات الصغيرة
في رحاب محمية جبل سمحان الرهيبة، تتناثر الفرائس كعنصر توازن للحياة البرية، إذ تزهو الأودية والسهول بقطعان الغزلان العربية الرشيقة وتتسلق القمم الصخرية الوعول النوبية في شموخ يليق بمكانة الجبل، فضلاً عن المروج الصخرية التي تنبض بحركة الأرانب البرية، لتكتمل لوحة غذائية للنمر العربي والحيوانات المفترسة الأخرى وتشكيل شريان حياة بيئي يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.
الطيور والحياة البحرية
في فضاء محمية جبل سمحان، تسيطر النسور المصرية والعقبان المرقطة على السماء وتنتقل الصقور بخفة بين الجروف، بينما تنسج طيور البلشون والكروان حكاياتهم قرب الجداول والبرك، أما على سواحلها يتجلى وجه آخر للحياة حين تعانق الأمواج الدلافين في مشاهد آسرة، وعند الغوص عميقاً تتناثر ثروات البحر من الصفيلح والروبيان في مشهد يبرهن على أن جبل سمحان ليس مسكناً برياً فحسب، بل هو أيضاً جسر حي بين الجبل والبحر.
أهم النباتات الموجودة في محمية جبل سمحان
تُعد محمية جبل سمحان في سلطنة عمان من المناطق الغنية في النباتات النادرة والجميلة، حيث تتناغم هذه النباتات معاً لتشكل لوحات خضراء تُزين الجبال والوديان، ومن أشهرها:
شجرة اللبان
هي جوهرة هضاب الجبل، إذ تُعانق هذه الشجرة السماء بجذوعها الصلبة وفروعها المنتشرة في فضاء المحمية، وتحمل عطر الصمغ الذي يسر النفوس، حيث تُعد اللبان رمزاً للصمود والصبر في مواجهة ظروف الطبيعة القاسية، بالإضافة إلى توفيرها مأوىً وموارد غذائية للكائنات البرية، علاوةً على ارتباطها بالإنسان عبر قرون في التجارة والطب التقليدي.
شجرة الغاف
تزرع شجرة الغاف ظلالها على الأراضي الصلبة وتقاوم الجفاف بصبرٍ و وقار، إذ يجسد هذا النوع المعنى الخالص لشجرة الحياة، وذلك لمنحها الغذاء للإنسان والحيوان، إضافةً إلى تثبيتها التربة من الانجراف وتشكيلها تناغماً طبيعياً مع ظروف المنطقة القاسية، لتقف شامخة كـ حارس صامت على تضاريس المحمية.
نبات الحرض
من النباتات الملحية الصغيرة التي تزين الأراضي المالحة بألوانها الخضراء والحمراء، إذ تمثّل رمز التكيف والمرونة في البيئات القاسية رغم صغر حجمها، فضلاً عن توفيرها الغذاء للفرائس التي تقتات عليها النمور والضباع وعملها كدرع طبيعي ضد التملح، لتبرز قدرة الطبيعة على الاستمرار والجمال في أصعب الظروف.
الأنشطة السياحية
تتنوع الأنشطة السياحية في المحمية وهذا ما جعلها تماماً من أهم المحميات الطبيعية في سلطنة عُمان، ومن أهم هذه الأنشطة الرهيبة والجاذبة للسياح:
مراقبة الحياة البرية
في أرجاء محمية جبل سمحان، يُتاح للزوار مراقبة الحياة البرية وتحويلها إلى تجربة سحرية تتماشى مع روح الطبيعة، إذ ينساب النظر عبر الأودية العميقة والجروف الصخرية لاستكشاف النمر العربي المتربص لفرائسه، بينما تتراقص الوعول النوبية والغزلان العربية في صمت الجبال، مما يشكل لوحة بيئية متكاملة ومتناغمة، مما يتيح للزائر الانغماس في هذه العملية في فضاء طبيعي بلا حدود.
رحلات الهايكنج
يعتبر جبل سمحان من أفضل مواقع الهايكنج في عُمان، وذلك لتكوينه الجيولوجي الذي يحول رحلات المشي الطويل إلى مغامرة تتنفس روح الجبل والصحراء، فضلاً عن الهواء والنسيم العليل المحمل برائحة الأعشاب البرية الذي يصافح وجوه الزوار، بالإضافة إلى استكشاف الحياة البرية التي ذكرناها سابقاً في رحاب هذا الجبل الرهيب.
إلى هنا ونصل إلى نهاية رحلتنا التي قادتها لنا مدونة ترحال الأصايل حول محمية جبل سمحان الطبيعية. يمكن للزوار تجربة هذه الرحلة على أرض الواقع أو زيارة محميات أخرى مثل محمية السليل الطبيعية من خلال:
- الموقع الإلكتروني: Info@travelindigenous.com
- واتس اب: 00971522827377
